
بعد عملية البعث، وعودة الحياة، والخروج من الأجداث ومن التربة، من القبور، من التربة من الأرض نفسها، تأتي العملية الرئيسية للحشر والحساب، التي هي عملية تجميع البشر وتنظيمهم لعملية الحساب، والقضاء فيما بينهم، الحساب على أعمالهم، والمساءلة على أعمالهم، وإثبات الملفات المتعلقة بأعمالهم وتصرفاتهم في هذه الحياة، والقضاء فيما بينهم، فيما بينهم من مظالم، فيما بينهم من نزاعات واختلافات وخصومات، يقضي الله بينهم، ثم بعد ذلك عملية الانتقال من على الأرض بالكامل، الانتقال إلى عالم الجزاء: عالم الجنة، وعالم النار.
ولذلك بعد البعث مباشرةً هناك عملية تنظيم لهم وتجميع، ولهذا قال الله -جلَّ شأنه- عن هذه الحالة: {مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ}[القمر: من الآية8]، طبعاً حالة الذهول بعد البعث والتفاجؤ بتلك اللحظة، بالذات من كانوا مكذبين بها ولا يحسبون حسابها، {يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ}[يس: من الآية52]، والإنسان في تلك اللحظة يستقل كل ماضي حياته في الدنيا، الحالة التي عاشها الإنسان في الدنيا عبَّر القرآن عن استقلال الناس لهذه الحالة: {كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ}[يونس: من الآية45]،
اقراء المزيد